طارق عبد الواحد-واشنطنتتواصل في الولايات المتحدة فعاليات الاحتفال بالذكرى المئوية لإصدار رواية "كتاب خالد" للمفكر والأديب اللبناني الأصل أمين الريحاني، وهي الرواية التي تم تصنيفها كأول عمل عربي مكتوب باللغة
الإنجليزية، وصدرت للمرة الأولى عن دار "دود، ميد أند كومباني" بنيويورك عام 1911.
وكان "القسم الأفريقي والشرقي أوسطي في مكتبة الكونغرس" قد شهد أولى تلك الفعاليات نهاية مارس/ آذار الماضي بالعاصمة الأميركية واشنطن، عبر ندوة شارك فيها باحثون وأكاديميون وسفراء أميركيون وعرب، بالتعاون مع "معهد أمين الريحاني" الذي قام بإصدار طبعة جديدة من الرواية بمناسبة الذكرى المئوية لإصدارها الأول.
كما احتضنت عدة جامعات ومراكز وأندية ثقافية فعاليات مختلفة، منها على سبيل المثال: "نادي السلام" و"النادي الوطني الجمهوري النسائي" بنيويورك و"المتحف العربي الأميركي" بديربورن.
وكانت المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت قد قامت بإصدار طبعة جديدة من الرواية التي ترجمها إلى اللغة العربية أسعد رزوق، وصدرت عن نفس المؤسسة عام 1986.
مشروع خالد
وأطلق معهد أمين الريحاني موقعا إلكترونيا باسم "مشروع خالد" لمواكبة وإقامة فعاليات متعددة بالذكرى المئوية لـ"كتاب خالد". ويحتوي الموقع على نسخة إلكترونية من الرواية باللغة الإنجليزية.
وقال مدير المشروع الباحث والأكاديمي تود فاين للجزيرة نت إن "مشروع خالد" هو محاولة لتقديم أعمال الريحاني إلى الأميركيين مع الأمل بأنها ستوسع معرفتهم بمساهمات العرب بالولايات المتحدة، ولفت إلى أنه سيقام لاحقا "أسبوع الريحاني" بنيويورك، في أكتوبر/ تشرين الأول، والذي سيتضمن احتفالية ونشاطات في مكتبة نيويورك العامة وبعض الجامعات الرئيسة بالمدينة.
وأكد فاين أن الذكرى المئوية لإصدار "كتاب خالد" فرصة ثمينة لإعادة تقديم أمين الريحاني بالولايات المتحدة عبر خطة تتضمن إعادة إصدار بعض أعماله الهامة، فالريحاني "كان معروفا في زمانه كمواطن أميركي كرس حياته لتثقيف الأميركيين حول العالم العربي والثقافة العربية، ولكنه في الوقت الحاضر غير معروف إلا على نطاق النخبة الأكاديمية والثقافية في أميركا".
وأشار مدير مشروع خالد إلى أن العديد من الأخطاء ارتكبها الأميركيون بحق العرب في القرن العشرين، حيث كان الريحاني قد حذر الحكومات الأميركية منها، وفي بعض الحالات تكلم الريحاني مباشرة مع رؤساء أميركيين في ذلك الشأن.
العرب والنسيج
ورأى فاين أن "مشروع خالد" يمكن أن يساعد الأميركيين في أن يدركوا أن العرب كانوا جزءا مهماً من النسيج الأميركي خلال الـ150 سنة الماضية، وأن يعرفوا أن منطقة مانهاتن بنيويورك التي ارتبطت بأذهانهم "بهجمات سبتمبر الإرهابية" كانت ذات يوم موطناً لمجموعة من العرب الوطنيين المتفانين، من المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وفق تعبيره.
وأضاف "أعمال الريحاني وجدانية أكثر منها سياسية، وقراءتها ستفيد الأميركيين بالتعرف على أوجه الثقافة العربية التي تحوي دروسا وقيما خالدة".
وتدور أحداث الرواية حول قصة مهاجريْن لبنانييْن يحطان رحالهما في منطقة مانهاتن بمدينة نيويورك، لكن خطها الدرامي الأساسي ينبني حين يدرك أحدهما ويدعى خالد أهمية المكانة المستقبلية للولايات المتحدة ودورها المتوقع في قيادة العالم، ويتوصل إلى قناعة مفادها أن شكل العلاقة بين العرب والأميركيين ستكون حاسمة وفاصلة، فيعود إلى موطنه لتعريف الناس بالمبادئ الأميركية، وفي مقدمتها الديمقراطية.
ويؤمن خالد بأن الديمقراطية يمكن أن تشكل المدماك الأساسي في مشروع النهضة العربي الذي يتطلع إلى تحرير العالم العربي من السيطرة العثمانية، ويبدأ بمخاطبة الأشخاص الذين يلتقيهم ويعرفهم بالمبادئ التي قامت عليها الولايات المتحدة، ولكن محاولاته تنتهي بالفشل حينما يحاكمه العثمانيون ويطاردونه في الصحراء.
الشخص والدور
وأهمية الرواية ليست في رؤيتها الاستشرافية وفضائها التخييلي فحسب، بل في المعادل الموضوعي للشخصية الرئيسة في الرواية، خالد، والتي تتقاطع بشكل كبير مع شخصية الريحاني نفسه، الذي قام برحلات إلى المنطقة العربية والتقى الشريف حسين بن علي والملك عبد العزيز آل سعود، وملكي العراق فيصل وغازي وأمير الكويت أحمد الجابر الصباح وشيخ البحرين أحمد بن عيسى وإمام اليمن يحيى بن حميد الدين.
ونقل الريحاني إلى أولئك الزعماء حينها وجهة نظره حول دور الولايات المتحدة القادم في المنطقة وضرورة إرساء علاقات جيدة معها لضمان مصالح العرب.
كما حاول خلال لقائه برؤساء وسياسيين أميركيين إقناعهم بضرورة كسب ود العرب، ومعرفاً إياهم بمفردات وقيم الثقافة العربية، إضافة إلى مشاركاته الحيوية في المواضيع الساخنة في الولايات المتحدة وقتذاك.
ووفق الباحث فاين فإن الريحاني "انخرط في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي في مناقشات ومناظرات عامة مع قادة المنظمات الصهيونية في أميركا، وكان الأميركيون متعاطفين مع موقفه وآرائه، وتؤكد معظم المنشورات الأميركية الصادرة في تلك الفترة أن الريحاني كان الرابح في تلك المناظرات".
يُذكر أن أمين الريحاني ولد لعائلة مارونية في منطقة المتن الشمالي بلبنان عام 1876، وهاجر إلى الولايات المتحدة في سن الثانية عشرة. واشتهر بمعرفته الموسوعية وعمق إنتاجه كأديب وشاعر وباحث ومؤرخ ورحالة وسياسي ومربّ وعالم آثار وناقد ورسام كاريكاتير وداعية إلى الإصلاح الاجتماعي. وتوفي في مسقط رأسه، في بلدة الفريكة بلبنان، عام 1940.
الإنجليزية، وصدرت للمرة الأولى عن دار "دود، ميد أند كومباني" بنيويورك عام 1911.
وكان "القسم الأفريقي والشرقي أوسطي في مكتبة الكونغرس" قد شهد أولى تلك الفعاليات نهاية مارس/ آذار الماضي بالعاصمة الأميركية واشنطن، عبر ندوة شارك فيها باحثون وأكاديميون وسفراء أميركيون وعرب، بالتعاون مع "معهد أمين الريحاني" الذي قام بإصدار طبعة جديدة من الرواية بمناسبة الذكرى المئوية لإصدارها الأول.
كما احتضنت عدة جامعات ومراكز وأندية ثقافية فعاليات مختلفة، منها على سبيل المثال: "نادي السلام" و"النادي الوطني الجمهوري النسائي" بنيويورك و"المتحف العربي الأميركي" بديربورن.
وكانت المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت قد قامت بإصدار طبعة جديدة من الرواية التي ترجمها إلى اللغة العربية أسعد رزوق، وصدرت عن نفس المؤسسة عام 1986.
مشروع خالد
وأطلق معهد أمين الريحاني موقعا إلكترونيا باسم "مشروع خالد" لمواكبة وإقامة فعاليات متعددة بالذكرى المئوية لـ"كتاب خالد". ويحتوي الموقع على نسخة إلكترونية من الرواية باللغة الإنجليزية.
وقال مدير المشروع الباحث والأكاديمي تود فاين للجزيرة نت إن "مشروع خالد" هو محاولة لتقديم أعمال الريحاني إلى الأميركيين مع الأمل بأنها ستوسع معرفتهم بمساهمات العرب بالولايات المتحدة، ولفت إلى أنه سيقام لاحقا "أسبوع الريحاني" بنيويورك، في أكتوبر/ تشرين الأول، والذي سيتضمن احتفالية ونشاطات في مكتبة نيويورك العامة وبعض الجامعات الرئيسة بالمدينة.
وأكد فاين أن الذكرى المئوية لإصدار "كتاب خالد" فرصة ثمينة لإعادة تقديم أمين الريحاني بالولايات المتحدة عبر خطة تتضمن إعادة إصدار بعض أعماله الهامة، فالريحاني "كان معروفا في زمانه كمواطن أميركي كرس حياته لتثقيف الأميركيين حول العالم العربي والثقافة العربية، ولكنه في الوقت الحاضر غير معروف إلا على نطاق النخبة الأكاديمية والثقافية في أميركا".
وأشار مدير مشروع خالد إلى أن العديد من الأخطاء ارتكبها الأميركيون بحق العرب في القرن العشرين، حيث كان الريحاني قد حذر الحكومات الأميركية منها، وفي بعض الحالات تكلم الريحاني مباشرة مع رؤساء أميركيين في ذلك الشأن.
العرب والنسيج
ورأى فاين أن "مشروع خالد" يمكن أن يساعد الأميركيين في أن يدركوا أن العرب كانوا جزءا مهماً من النسيج الأميركي خلال الـ150 سنة الماضية، وأن يعرفوا أن منطقة مانهاتن بنيويورك التي ارتبطت بأذهانهم "بهجمات سبتمبر الإرهابية" كانت ذات يوم موطناً لمجموعة من العرب الوطنيين المتفانين، من المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وفق تعبيره.
وأضاف "أعمال الريحاني وجدانية أكثر منها سياسية، وقراءتها ستفيد الأميركيين بالتعرف على أوجه الثقافة العربية التي تحوي دروسا وقيما خالدة".
وتدور أحداث الرواية حول قصة مهاجريْن لبنانييْن يحطان رحالهما في منطقة مانهاتن بمدينة نيويورك، لكن خطها الدرامي الأساسي ينبني حين يدرك أحدهما ويدعى خالد أهمية المكانة المستقبلية للولايات المتحدة ودورها المتوقع في قيادة العالم، ويتوصل إلى قناعة مفادها أن شكل العلاقة بين العرب والأميركيين ستكون حاسمة وفاصلة، فيعود إلى موطنه لتعريف الناس بالمبادئ الأميركية، وفي مقدمتها الديمقراطية.
ويؤمن خالد بأن الديمقراطية يمكن أن تشكل المدماك الأساسي في مشروع النهضة العربي الذي يتطلع إلى تحرير العالم العربي من السيطرة العثمانية، ويبدأ بمخاطبة الأشخاص الذين يلتقيهم ويعرفهم بالمبادئ التي قامت عليها الولايات المتحدة، ولكن محاولاته تنتهي بالفشل حينما يحاكمه العثمانيون ويطاردونه في الصحراء.
الشخص والدور
وأهمية الرواية ليست في رؤيتها الاستشرافية وفضائها التخييلي فحسب، بل في المعادل الموضوعي للشخصية الرئيسة في الرواية، خالد، والتي تتقاطع بشكل كبير مع شخصية الريحاني نفسه، الذي قام برحلات إلى المنطقة العربية والتقى الشريف حسين بن علي والملك عبد العزيز آل سعود، وملكي العراق فيصل وغازي وأمير الكويت أحمد الجابر الصباح وشيخ البحرين أحمد بن عيسى وإمام اليمن يحيى بن حميد الدين.
ونقل الريحاني إلى أولئك الزعماء حينها وجهة نظره حول دور الولايات المتحدة القادم في المنطقة وضرورة إرساء علاقات جيدة معها لضمان مصالح العرب.
كما حاول خلال لقائه برؤساء وسياسيين أميركيين إقناعهم بضرورة كسب ود العرب، ومعرفاً إياهم بمفردات وقيم الثقافة العربية، إضافة إلى مشاركاته الحيوية في المواضيع الساخنة في الولايات المتحدة وقتذاك.
ووفق الباحث فاين فإن الريحاني "انخرط في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي في مناقشات ومناظرات عامة مع قادة المنظمات الصهيونية في أميركا، وكان الأميركيون متعاطفين مع موقفه وآرائه، وتؤكد معظم المنشورات الأميركية الصادرة في تلك الفترة أن الريحاني كان الرابح في تلك المناظرات".
يُذكر أن أمين الريحاني ولد لعائلة مارونية في منطقة المتن الشمالي بلبنان عام 1876، وهاجر إلى الولايات المتحدة في سن الثانية عشرة. واشتهر بمعرفته الموسوعية وعمق إنتاجه كأديب وشاعر وباحث ومؤرخ ورحالة وسياسي ومربّ وعالم آثار وناقد ورسام كاريكاتير وداعية إلى الإصلاح الاجتماعي. وتوفي في مسقط رأسه، في بلدة الفريكة بلبنان، عام 1940.
الخميس مايو 31, 2012 5:00 pm من طرف Admin
» إليسا تعزى أمهات الشهداء وترتدى "فستان" بألوان علم مصر
الإثنين فبراير 06, 2012 5:03 pm من طرف Admin
» بطل هارى بوتر : صورت بعض مشاهد الفيلم "وأنا سكران"
الإثنين فبراير 06, 2012 5:00 pm من طرف Admin
» الاحاديث النوبية
الإثنين فبراير 06, 2012 4:58 pm من طرف Admin
» اعرف خصائص الحيوانات
الأحد فبراير 05, 2012 12:43 pm من طرف Admin
» معلومات عن الحيوانات
الأحد فبراير 05, 2012 12:39 pm من طرف Admin
» اهلا وسهلا باحلى منتدى
الجمعة نوفمبر 25, 2011 4:44 am من طرف سيلى
» محمد صبحى : أحداث التحرير أصابتنى بالاكتئاب
الجمعة نوفمبر 25, 2011 4:18 am من طرف Admin
» بالصور .. آل باتشينو فى بيفرلى هيلز للتسوق
الجمعة نوفمبر 25, 2011 4:16 am من طرف Admin